التطلع إلى التحول الديمقراطي يكون في أسمي حالاته عندما يكون واقع الناس عكسهومع ذلك، فإن الديمقراطية طريق صعب يتطلب وسائل معتمدة، وأحد هذه الوسائل البارزة هو إعطاء الأولوية للتنمية المستدامة كأجندة وطنية ومن خلال برامج شعبية محلية. تقدم هذه الورقة نموذج للدور الجوهري لحوكمة التنمية في عملية التحول الديمقراطي في السودان بعد الحرببعد تلخيص مفاهيمي لمجالات التنمية والحوكمة (والسياسات العامة)، واستعراض تاريخي لخلاصات دراسات التنمية حول العلاقة بين الديمقراطية والتنمية، ثم استعراض لنماذج الحوكمة (على مستوى الدولة) التي تقدم أشكالا لتلك العلاقة، تستعرض الورقة تاريخياً إخفاقات أنظمة الحكم المتعاقبة في السودان والفشل في مزاوجة الديمقراطية والتنمية، ثم تدلف لتوفير نماذج مدروسة حول تحديات وفرص قطاعات إنتاجية في السودان (الزراعة والصناعة والطاقة والقطاع الاستخراجي) لتوضيح جدوى النهج الرئيسي لـ “دمقرطة التنمية” من خلال نماذج وقصص ديناميكية من الميدانسيتطلب التحول الديمقراطي في السودان إعطاء الأولوية لأجندة التنمية، ولكي يحدث ذلك، نحتاج إلى دراسة وتخطيط نماذج وأدوات حوكمة التنمية ودورها في تغيير خارطة العمل التنموي. توفر هذه الورقة معلومات وأدوات تحليلية للمساعدة في النقاش من قبل جمهور واسع ومجموعات أصحاب المصلحة بما يتسق مع مبادئ الديمقراطية والقرار المحلي
