في مايو 2025 African Arguments تم نشر هذا المقال على موقع
أصبح تصنيع الصابون والمنظفات شريان حياة بالنسبة لـ منى فساعدها على الصمود أمام النزوح ثلاثي المراحل من الخرطوم إلى ود مدني، ثم إلى أطرافها، وأخيرًا إلى عطبرة. مثل ملايين غيرها، اضطرت منى للنزوح بعد اندلاع الحرب بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية في أبريل 2023. أما خضر، وهو سوداني آخر نزح بسبب الحرب، فقد وفّر له نفس القطاع (تصنيع المنظفات) مصدر دخل حيوي بينما كان يحاول تدبير أمور حياته في مناطق العاصمة الخرطوم الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع. وقد مكّنته عائدات هذا العمل الصغير من إعالة أسرته النازحة في الشمال. على القرب منه، تكيّف عبد الرحمن، العامل في تشكيل الصفائح المعدنية، مع الأزمة عبر تصنيع مواقد الطهي التقليدية، لمواكبة الطلب المتصاعد بعد ندرة غاز الطهي. ورغم عمله في منطقة خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، فإن مخاوف عبد الرحمن الأمنية تشابهت تمامًا مع هواجس عمر، صاحب مصنع الأحذية الصغير في منطقة تسيطر عليها القوات المسلحة، حيث يشترك الاثنان في الخوف من اعتداءات المسلحين سواء من الجنود أو العصابات وسرقة ممتلكاتهم. وبينما اختلفت استراتيجياتهم في مواجهة المخاطر وعدم اليقين، فإن قصصهم – إلى جانب مئات الحرفيين وأصحاب المشاريع الصغيرة في أنحاء السودان – تكشف روحًا مشتركة من المرونة في مواجهة الواقع المتقلب الذي أصبح سِمَة المعتاد واليومي في السودان.